فوائد الخرشوف مع الدكتور محمد الفائد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يعتبر الخرشوف الطبيعي أو البري دواءا لما يحتوي عليه من الفلافونويدات التي تحفظ الكبد من التسمم بما في ذلك التهاب الكبد البفايروسي
الأصل في تسمية الخرشوف هو اسم الأرضي الشوكي، وهو اسم عربي محض، نقله العرب إلى الأندلس لما فتحوا إسبانيا، فتحول الإسم من الأرضي الشوكي إلىartichaut بالفرنسية، ثم إلى artichoke بالإنجليزية. والخرشوف يكاد يكون خضرة ذات جنسية متوسطية، لأن منطقة المغرب العربي هي المعروفة بإنتاجها على المستوى العالمي، حيث عرفه الفرنسيون في عهد الاستعمار فنقلوه إلى فرنسا، واشتهرت به منطقة بربينيان (Perpignan) التي ازدهر فيها الخرشوف حتى أن ألمانيا عمدت قبل الحرب العالمية الثانية إلى استيراده من فرنسا. ولم يكن الخرشوف يزرع في المغرب آنذاك، بل كان ينبث طبيعيا إلى درجة أن أكله كان يقتصر على المزارعين، ولم يكن يشترى في البادية، بل كان يجمعه الناس ليبيعوه في المدن. وبدأت زراعته مع الاستعمار الفرنسي، حيث تغير مع التقنيات الزراعية. وبقي الخرشوف الطبيعي أو البري إلى أواخر الستينيات في المناطق الكبرى كمنطقة الشاوية وزعير وقصبة تادلة ودكالة وحوض ملوية والغرب، ولم يبق منه إلا القليل الآن في مناطق محدودة جدا، وقد ساعد على هذا الانقراض الحرث بالجرارات واستصلاح الأراضي الزراعية، وكذلك الحفارون الذين يجمعون الأعشاب لبيعها كمنتجات علاجية في المدن. والخرشوف كان مثل جميع النباتات الغابوية أو الطبيعية، التي تنبت تلقائيا بدون زراعة، وكان هناك العديد من المنتجات الطبيعية الخضراء، التي كان يجمعها الناس بالمجان من الحقول، كما يجمعون الكلأ للماشية. ومن بين الخشاش الذي كان يجمع ويستهلك، نجد البقولة )الخبيزة( والتبش والزرنيج والسلك والكرنينة والعسلوج والسكوم والبرمرم والبوحمو، وكانت تطهى هذه الأشِياء إما مع الطعام الذي نسميه الآن الكسكس، أو تطهى بالبخار ويصب عليها زيت الزيتون، لتكون من أعلى المواد الغذائية من حيث الفايتمينات والأملاح المعدنية كالحديد وكذلك مكون حمض الفولك.
لا يختلف اثنان على أن المنتجات الطبيعية أو البرية تختلف عن المنتجات العصرية، أو ما يصطلح عليه بالرومي، والراسخ عند المستهلك المغربي، أن البري أو الطبيعي أو ما يصطلح عليه بالبلدي، يكون دائما أعلى جودة من العصري أو الصناعي، ولو أن كثيرا من الأوساط أخذت تستعمل بعض الأساليب لطمس هذه الفكرة وتضبيبها في عقول الناس. ولا نحتاج لأحد أن يعطينا دروسا في الجودة، أو أن يتفضل علينا بعلمه، بل ربما ندعوه ليتعلم ويدرس معنى الجودة عند سكان البادية والأرياف المغربية. فالبصل الأحمر ليس هو البصل الأصفر الموجود حاليا في الأسواق، والبطاطا الحلوة ليست هي البطاطس التي نستهلكها فقط لأنها سيدة الوجبات السريعة، والخرشوف البري أيضا ليس هو الخرشوف العادي، فالخرشوف البري كان يبقى في التربة ويخرج البدور لوحده، وهذه البدور كانت تنتشر وتعطي نبتة أخرى بطريقة عفوية طبيعية، وكان يأكله المزارعون فقط لأنهم يجدونه في الحقول، ولم يكن يزرع كما كان المزارعون يستحيون أن يبيعوا الخرشوف، لأنه لم يكن يزرع وإنما كان ينبت طبيعيا، ولم يكن يعتبر خضرة عادية، كما لم يكن يخطر على بال الفلاح أن يحفر على الخرشوف ليبيعه، ومن سيشتريه منه حتى ولو فعل؟ إذن فالخرشوف كان خضرة الفلاحين فقط، ممن يجمعونه من الحقول أتناء الحرث في فصل الشتاء، ولهذا كان الخرشوف خضرة الشتاء بامتياز.