كان اللباس إلى
جانب مواد أخرى من أهم وسائط التبادل التجاري، التي كانت تحكم العلاقة بين
الصحراء والسودان. وقد شكلت (البيصة) أي وحدة القماش و (لبنيكة) وهي وحدة
من نسيج السودان .أساسا لتبادل يتم مع الذهب والملح والودع و صغار
المواشي. والبيصة نوعان. نوع خشن وليس بالجيد، ونوع جيد يسمى (بالميلس)
كما أن جالب الملح من السودان يأتي بالقماش المعروف بالاكحال ويسمونه
لنصاص. واردية أخرى يسمونها دماس. ولقد شكلت الأقمشة ولا سيما النيلة، حسب
الفرنسيين أوراق الصحراء المغربية النقدية.
وبناء على هذه القيمة المادية، أصبح الخنط يقايض ببضائع متنوعة فقد تحدث
أحد الرحالة الأوربيون، عن أن القماش الريني كان يقايض بالصمغ العربي،
وكانت قطعتا القماش الفيني الأزرق المستورد من وادي نون ، تقايضان بكيلو
غرام واحد من ريش النعام. أما ثمن قطعة القماش بمائة قالب من الدهن يتراوح
القالب ما بين 1 و 12 لتر حسب المناطق.وللإشارة فإن المنطقة تزود بالخنط
عبر محطتين، وادي نون وسان لوي.
وقد اعتبر الثوب من آليات التثاقف السلمي، بين (العجام) مجموعة الطوارق
وحسان. وثمرة من ثمرات الحراك الثقافي بين لصحراء والسودان الغربي. فماذا
يصنع بهذا الخنط المجلوب؟
. الملحفة :
تشكل الملاحف معرضا فنيا متنقلا، يؤثت فضاء الأقاليم الجنوبية المغربية
كزي تقليدي نسائي، يجمع بين جمالية الشكل وتناسق الألوان. ويجسد مظهرا من
مظاهر التراث المغربي الأصيل الغني والمتنوع. وكما تعتبر الملاحيف الزي
الرسمي والمفضل لدى المرأة الصحراوية، حيث تشكل جزء من هويتها وانتمائها
إلى بيئة مغربية، تحمل في طياتها قيم المجتمع البدوي التقليدي المحافظ
.والذي يفرض على المرأة أن تكون محتشمة احتراما لمبادئ الدين الإسلامي
الحنيف. و الميزة التي تميز هذا اللباس النسوي وحدة التفصيل بحيث أنه لا
يحتاج إلى خياطة، وإنما فقط عقدتين من الأعلى لتأمين دائرتين يطلق عليهما
"خلالين" يمكنان المرأة من إخراج رأسها ويدها وإحاطته بجزء من الثوب ولف
جسمها بالباقي.
ولقد تميزت الملاحيف قديما بالتنوع، سواء من حيث طبيعة الثوب (الخنط)،
أومن حيث التسميات المرتبطة بها. ومن بين أهم وأقدم الملاحيف لدى النساء
الصحراويات، نذكر: ساغمبوا، صافانا، واخ النعامة، كاز. والتي تسمى أيضا
بلمان الغنية بمادة النيلة، وهي الأكثر إستعمالا ثم النحيف... دوماس،
دالاس، كوكا، لمبيرد، توبيت رش تيدكت، لمكيمش، السنتور، ثم أخيرا وليس
آخرا ملاحيف النيلة. المصبغة بمادة النيلة، وهي مادة زرقاء داكنة أقرب إلى
السواد، تستعمل لغايات كثيرة منها مقاومة أشعة الشمس الحارة. وحماية الجلد
من بعض الإصابات الناتجة عن ذلك. فضلا عن كون استعمال هذه المادة "النيلة"
والغسيل بعدها، يضفي على البشرة طابعا أنيقا وجماليا حيث تساهم في صفاء
البشرة، ونعومتها والمحافظة على لونها، فهي بذلك تؤدي الدورين معا
"الجمالي والنفعي. كما تجدر الإشارة إلى أن الملحفة قد مرت خصوصا في
صباغتها بمراحل كثيرة، خصوصا على مستوى التقنية. أي تقنية الصر التي كانت
الأكثر استعمالا وربما هذه التقنية كان لها ارتباطا وثيقا بتقنية تشكيلية
هي تقنية الباتيك، وهي عملية تجميع وتجعيد وتشميع القماش ووضعه داخل
الصباعة (بكيفية التغميس) بشكل عفوي، وبعد القيام بفتحها تظهر الألوان
متشابكة ومتجانسة، بشكل عفوي ولكن للعفوية ايضا ما يبررها، وما يؤكد على
أهميتها الجمالية والتقنية.
ما على مستوى الألوان المستعملة، فيمكن تقسيمها إلى نوعين، فهناك ألوانا
خاصة بفئة الشابات، غالبا ما تكون زاهية وفاتحة أو إشراقية بكل درجاتها
الضوئية، وهناك ألوان أخرى ترتبط بفئة المسنات غالبا بحيث يفضلن الألوان
الداكنة والقاتمة. وفي ذلك إحاءات وذلالات كثيرة ومتعددة ومن هنا تبرز
ملاحظة مهمة مفادها تمسك النساء المسنات باللون الاسود، وارتداء الشابات
الصغيرات الألوان الفاتحةوالإشراقية.
ويعود السبب في هذه الامتيازات إلى الدلالة العميقة للون. لأنه يعتقد أن
اللون من المنظور الذي نتحدث عنه يمثل رمزا يؤكد على انتماء طبقي معين،
وهوية معينة. لدرجة يكون فيها من غير اللائق على المرأة المسنة أن ترتدي
ملحفة مزركشة الألوان، بقدر ما ترتدي الأسود والرمادي والأبيض. ونظن أن
هذا الميل إلى هذه الألوان القاتمة، يرتبط أساسا بالانتماء العمري، وكذلك
بالانتماء الاجتماعي. ويمكن القول أيضا بأن ارتباطهم بهذه الألوان
القاتمة، هو دلالة على أن الجيل القديم يفضل البساطة في العيش.
كما تجدر الإشارة إلى أن كل نوع من أنواع الملاحيف له طبقة اجتماعية،
فمثلا نجد ملاحيف الشرك، والإنصاف النبيلة، ولكحال. وهي ملاحيف كثيرة
الصباغة شديدة السواد، غالبا ما تكون عند سيدات القبيلة نظرا لندرتها
وارتفاع ثمنها.
وهناك ملحفة النعامة، سميت بهذا الإسم لوجود رسومات النعامة بها، وهي شديدة السواد، يلتصق سوادها بالبشرة ويلبسها عموم النساء.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرأة الصحراوية، كانت تفرض على بناتها ارتداء
الملحفة، نظرا لزواجهن في سن مبكرة. حيث كان يتم تقسيم الملحفة إلى نصفين،
والتي كانت يتراوح طولها ما بين 5 و 10 أمتار، ترتدي إحداهما الفتاة التي
كانت تفرض عليها مزاولة بعض الأعمال اليومية كالرعي والسقي وجمع الحطب
ومراقبة الخيمة. وكانت الفتيات تتأقلمن مع هذه الملاحيف، بالتدريج لدرجة
أنهن يعتبرن عدم ارتدائها عيب وعار.
2. الذراعة :الذراعة هي قطعة من الثوب الناعم من
عشرة أمتار، وقد تزيد قليلا أو تنقص حسب طول الشخص أو قصره، وتصنع من
الأكثر اثواب شيوعا، وهو المسمى "بزان" وهناك نوع آخر يسمى "بلمان" قليل
التداول. دولون أسود وهناك أيضا "الشكة" وهو ثوب خفيف بدون زخارف.
وشكل الذراعة فضفاض غير مخاط الجانبين الاماكان من شد الطرف الأمامي إلى
الخلف من كلا الجانبين، وتبقى مفتوحة اليدين متسعة بقدر طول الذراعة.
ويكون لها جيب دائري تقريبا، به زركشة مختلفة مستمدة أساسا من الزخرفة
النباتية التي باتت تميز الفن الإسلامي (الأرابيسك، التوريق...).
أما الحضور اللوني في الذراعة فإن الألوان المحببة لدى الإنسان الصحراوين
هي بصفة عامة اللون الأبيض واللون الأزرق، فضلا عن اللون الأسود، رغم
ندرته وهذا الأخير يصنع من ثوب "بلمان" ويسمى ذراعة "بلمان" وهي نوع نادر
من الذراريع، في المناطق الصحراوية الجنوبية. وقد لا يمتلكها سوى اشخاص
ميسوري الحال في بعض الأحيان، إضافة إلى ذلك هناك ذراعةالجهتين أي لها
لونين مختلفين لكل جهة، وتلبس من الجهتين وتسمى كذلك ذراعة "باخة" نسبة
إلى نوع الثوب الذي تخاط منه. وهناك ايضا ذراعة "الشكة" وهي ذراعة رقيقة
تلبس كثيرا إذا كان الجو حارا. ويمكن أن تمارس بها الأعمال اليومية بشكل
عادي.
وجدير بالذكرأن أنواع الدراريع التي ذكرت سالفا، هي مرتبطة أكثر بوظائف
نفعية، فمثلا ذراعة بلمان وذراعة جهتين، تخاط باليد لا يرتديها سوى أسياد
القبيلة، ويتم ارتداءها خصوصا في المناسبات الكبيرة والأفراح كالأعراس. اي
ارتداءها له ارتباط بلحظات زمنية معينة. في حين أن الإنسان الصحراوي عند
ممارسته الأعمال اليومية من رعي وحلب وعقل الإبل، أو جلبها، فإنه لا يرتدي
الا الذراريع العادية المخصصة للعمل اليومي، وأخرى قديمة.
والملاحظ أن الذراعة دائما تكون مفتوحة من جهتين. ويعتقد أن ظهورها بهذا
الشكل راجع لاعتبارات صحية، أو مرتبطة بفكرة مقاومة حرارة الشمس. وقد يعزى
هذا الأمر أيضا إلى تعدد استعمال الذراعة بشكل دائم في الأعمال اليومية،
فلهذه الغاية ولغايات أخرى، ظهرت الذراعة بهذا الشكل.
بل هناك من يرى بأن انفتاح الذراعة من جهتين، مرتبط أساسا بالحرية، اي أن
الإنسان الصحراوي الذي يرتدي الذراعة، يرفض قيود اللباس العصري. فهو
يستطيع أن يتحرك داخلها بحرية، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بالذراعة، بل حتى
بالفضاء الذي يعيش فيه هذا الإنسان البدوي. فهو حين يخرج صباحا من خيمته،
يلاحظ فضاءا فسيحا يشعر بامتلاكه على عكس إنسان المدينة. ويلبس تحت
الذراعة سروالا فضفاض، وهو من سبعة أمتار تقريبا، يتدلى حزامه إلى أن
يلامس الأرض ويسمى هذا الحزام "لكشاط" يصنع من الجلد الناعم، به حلقة
حديدية تسمى "الحلكة". ويضع على الرأس اللثام الأسود الذي به يتميز
الصحراويين عن غيرهم.
+
الثقافة الصحراوية
--------------------------------------------------------------------------------
تعتبر ثقافة الصحراوين بالدرجة الأولى ثقافة عربية إسلامية افريقية لكنها
تتميز بعدة ميزات تخصها دون الثقافات المجاورة و خصوصا في الشمال و الشرق
فهي ثقافة بيظان و يشترك معهم الموريتانيين في اغلب ميزاتها .
--------------------------------------------------------------------------------
ثقافة البيظان :
مجتمع البيظان هو ذلك المجتمع العربي المسلم الافريقي المتميز عن جيرانه
شمالا و جنوبا و يعتز بهويته الذاتية و له لهجته و عاداته و لباسه و
علاقاته الاسرية و الاجتماعية الخاصة و مثال على ذلك : في الملبس نجد
الدراعة الزرقاء او البيضاء و اللثام الاسود للرجل و الملحفة للمرأة و هذا
سوء في البدو او الحضر و الكل يتكلم باللهجة الحسانية اما من حيث العلاقات
الاسرة فالرجل لا يضرب زوجته مثلا ( لأن ذلك عيب و مناف لأخلاق المجتمع )
و المرأة المطلقة تتزوج متى شاءت لأن الطلاق لا ينقص من مكانتها او مكانة
اهلها و تظل معززة مكرمة سواء عند اهلها او في بيت زوجها تستقبل الضيوف و
تكرم من شاءت و ذلك شرف لها , و لا ادل على ذلك من ان اهم شرط في الزواج
هو " لاسابقة و لا لاحقة " .
و للاحترام معنيين افقي و عمودي , فهو افقي في القبيلة و العشيرة و
المجتمع حيث الصغير يجل الكبير و يقدره و يحترمه ( لا ينظر في عينيه
مباشرة و لا يرفع صوته و لا يدخن امامه مثلا ....) وعمودي في العائلة و
الاسرة الواحدة حيث لكل قدره الذي لا يتجاوزه و هو محترم من غيره ...
--------------------------------------------------------------------------------
الزواج و لسم
الزواج : كان يتميز قديما بميول كبيرة نحو ( الزواج من الأقارب ) بدافع
التقارب و التضامن الأسري المغلق , حيث أن المفضلة كانت بنت العم و لو أن
القران مع امرأة سواها لم يكن أمرا محظورا أو معابا , و مع الزمن تغيرت
الكثير من العادات القديمة في الخطوبة و الزواج , فبدل الزيجات التي كان
يتم الاتفاق بصددها بين عائلتي الخطيبين , أصبح الأمر يبنى على رغبة هذين
الأخيرين في تحقيق الاتحاد بينهما كزوجين ,
أما بخصوص إتمام العقد , فيتم طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية بحضور أولياء
الأمر و القاضي و شاهدي عدل و الوكيلين ( و كيل الزوج و وكيل الزوجة ) , و
من أهم الشروط التي ينبني عليها العقد هو أن " لا سابقة و لا لاحقة "( و
ذلك لمنع تعدد الزوجات ) , و المقصود هو أن زواج الرجل من المراة المعنية
يلغي كل زواج سابق له كما أن أي زواج لاحق له يعني طلاقها منه بصفة آلية .
ولا يحضر المعنيان لجلسة إتمام العقد , إلا أن القاضي يقوم شخصيا أو من
خلال شاهدي العدل بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج , و ذلك بعد مقابلة كل
منهما على حدا , و الحصول على توقيعه الشخصي على وثيقة قبول الزواج , و
هذا الإجراء ( التوقيع الشخصي ) من مستحدثات الثورة بقصد تجنب الزاج
بالإكراه .
حفل الزفاف : ينطلق رسما بعد إتمام العقد و قراءة فاتحة الكتاب, حيث تطلق
النساء العنان لزغاريدهن التي تكسر ( صمت الليل الصحراوي ) و جرت العادة
أن تتم كل العقود في الليل .
و يكون لون ملحفـة العروس اسود وابيض و تتزين و تخضب يداها بالحناء و
تتحلى بما تملك من حلي تقليدية ( في لغالب هي من الفضة و الأحجار الكريمة
)و عصرية , أما العريس فيرتدي دراعة بيضاء أو زرقاء و سروال تقليدي له
حزام جلدي شد على جيده و تدلى طرفاه حتى الكعبين , بخلاف السروال الذي
تبقى أطرافه في حدود الركبتين , كما يطوق جيده بلثام اسود نيلي و ربما
تركه يتدلى بإهمال مقصود من فوق كتفه , يحيط به الأصدقاء و الأقارب لتم
زفافه هو أولا إلى الخيمة المخصصة للحفل , و قبل الدخول تتولى إحدى النسوة
قيادته ليلف بالخيمة من الخارج ثم يدخل و يجلس في الزاوية الشمالية
الغربية صامتا لا يتكلم , تاركا كما جرت العادة مكانا يساره للعروس
لتتبوأه حين مجيئها , و يستمر الغناء و الرقص حتى ساعة متأخرة من الليل
وهو الوقت الذي تزف فيه العروس وسط موكب من الزغاريد و الأهازيج يسمى "
الترواح " و عند باب خيمة العرس تدور معركة حامية الوطيس بين فريقي العريس
و العروس و يحاول فريق العريس إدخالها إلى لخيمة لتلحق بالعريس بينما
يحاول الفريق الأخر منعها من ذلك ..
--------------------------------------------------------------------------------
لســـم
يعد من المناسبات الأهم في المجتمع الصحراوي فبعد سبعة أيام من مجيء
المولود الجديد ( ذكر كان أم أنثى ) تنظم الأسرة حفل العقيقية و ذلك
لتسميته , و يختارون سبعة أسماء عادة ما تكون أسماء الأعمام و الأخوال أو
الجدود أو أسماء أولياء الله أو شخصيات اجتماعية , ومن بين الأسماء السبعة
يتم اختار واحد عن طريق القرعة , إذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان خضر (
طرية ) و كل عود يحددون له اسما يرمز إليه ثم يناولون العيدان للام التي
لم تكن حاضرة أثناء التعيين فتختار إحداها و يتم ذلك ثلاث مرات و العود
الذي أخذته الأم في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم
الذي كان يرمز إليه .
---------------------
اللباس و الأكل
يلبس الرجل الصحراوي الدراعة و هي لباس فضفاض له فتحتان واسعتان على
الجانبين خيط من أسفل طرفيه و له جيب على الصدر و الدراعة عادتا ما تكون
بيضاء أو زرقاء اللون و لها سروال خاص بها إضافة إلى الرداء الأسود (
اللثام الأكحل يسمى محليا ).
و تلبس النسوة الملحفة كذلك ثوب فضفاض و هي عبارة عن قطعتي قماش جمعتا
طولا بالخياطة طولها حوالي أربعة أمتار و ألوانها كثيرة و متعددة , في
الماضي كانت الملاحف السود هي الشائعة لكنها اليوم تجاوزت اللون الواحد
لدرجة انه أصبح من غير الممكن تحديد لون بعينه .
الوجبة الرسمية في الافراح هي دواز بمرق اللحم , يشارك الصحراويين بعضهم في الاكل في نفس الاناء و هذا كرمز على التلاحم القوي بينهم
--------------------------------------------------------------------------------
الموسيقى و الرقص
تتميز الموسيقى الصحراوية بكونها مزيج بين الموسيقى العربية و الإفريقية و
تظهر بصمات هذه الأخير جلية في الإيقاع ويتم الرقص على إيقاع طبل خشبي على
شكل قدح ضخم تم تمديد قطعة جلدية فوق فوهته و ربطت بإحكام و يرقص
الصحراويين على رمال الصحراء لكن النساء هن اللواتي يقمن بالحركات
التعبيرية , و يؤدينها ببراعة اكبر وهي تعابير مرتبطة ربما بكون المرأة
تقليديا هي صاحبة الطبل الاولى وبالتاي ذات حس ايقاعي رهيف , و ربما كانت
هذه العلامة هي التي اضفت على الراقصة الصحراوية ميزة تتمثل في اهمية
الاصابع و حركاتها بالاضافة الى الحركات الاكثر نعومة و رقة و اسلوبية حيث
الايدي المخضبة بو البنان المسودة بالحناء هي التي تقوم برسم الايقاعات في
الفراغ , و للراقصة الصحراوية خاصية تعبيرية خارقة , فالمراة الصحراوية
راقصة بارعة ظلت ترقص و في كل الظروف ,
وفي المناسبات الوطنية و الحفلات العائلية كحفلات الزفاف .....الخ.
--------------------------------------------------------------------------------
الشعر الشعبي الحساني
يتميز الشعر الشعبي الصحراوي و الذي هو جزء من الشعر الحساني عامة بعدة
بحور تقاس بالمتحركات و تختص بعضها عن بعض باضطراب العوامل أي النصب و
الخفض و الرفع و السكون , و من بين هذه البحور من لا يعمل به الآن .
أغراض الشعر الشعبي الحساني فقد نذكر من أبرزها
الغزل و النسيب و الموعظة و الرثاء و الحماسة و الحكم و الألغاز و المديح
و الذم ( الهجاء ) و الرقصر الذي يسمى باللهجة العامية " القطاع " و
التأريخ و المفاخرة و يعتبر و عاء تاريخيا لمجتمع لم يعتمد التدوين في حفظ
تاريخه .
1 - ما يعتبر جائزا و هو الذي يتميز بالتمام أي
لا زيادة و لا نقصان في أوزانه : التضمين , اللزوم , الجناس و الملخ ,
الانفاق , مرد ليد أي اللف المرتب و كذا اللف المعكوس و و التنوين .
2 - المكروه في الشعر الحساني : الزي ( بتفخيم
حرف الزاي) , و كذا دخول كلمات من غير اللهجة الحسانية لا سيما الفصحى لأن
ذلك يعتبره الشعراء ضعفا يحسب على الشاعر كما ان ذلك النوع من الخلط في
الشعر يظل غير محبوب لدى العامة .
3 - الحرام أو الممنوع في الشعر الحساني :
"أضلاع " و يقصد به عدم توافق أشطر البيت الشعري سواء من حيث كلمات الشطر
الواحد الذي يسمى " تافلويت " أو متحرك , أو زيادة " تافلويت " أو نقصانها
, أو تتجاوز القافية أحمر أو عقرب أو تنقص عن ذلك فتصبح و ترا و هو ما
يعرف بأسم " لعوار " أو " العور" و ضياع المعنى .
4 - الواجب : و هو ما يعرف في الشعر الحساني
بأحترام القافية أو القافيتين وأن يكون " القاف" ( البيت الشعري ) او
"الطلعة "( القصيدة ) او " الصبة " ( قصيدة بدون حمر ) حائزا على شروط ذلك
, و لا يقبل فيه الوتر أي و جود الشطر الواحد المفرد .
5 - المندوب : و هو أن تكون "الطلعة "( القصيدة
) لها "قاف" (بيت شعري) مرتبط بها من حيث التركيب و المعنى سواء كان في
مطلعها و تعطف عليه أو جاء في النهاية لتكسر عليه , كما يجب التنوية الى
أفضلية كتابة الشعر الحساني بكلمات اللهجة العامية على الفصحى كوقياس
جمالي في نظم هذا النوع من الشعر .
أما بحوره و أوزانه فقد مرت بمرحلتين هامتين هما :
أولا - ما قبل الموسيقى و هي المرحلة التي كان
فيها الشعر نوع من النثر المميز تقريبا , حيث كانت الأبيات لا تقاس على
بعضها و لا توجد فيه " الطلعة " و إن و جدت فهي على غير قافية واحدة قد
يكون لها قافيتان أو ثلاثة أو أربعة , و كانت أوزان " القاف الواحد" (
البيت الشعري) تنظم على أساس الشكل أي الفتح و الضم و الكسر و السكون ,
دون الاهتمام بالحرف و ظل هكذا مدة طويلة حتى بدأ بروز معالم مرحلة أخرى
في الظهور حيث تطور الشعر في تلك لمرحلة و أستطاع الشعراء حصر الوزن على
المتحركين المتناغمين مع الموسيقى و قد نتجت عن ذلك ميزة أخرى مهمة تمثلت
في إعطاء أولوية لتساوي الأبيات و قياس بعضها على البعض دون زيادة أو
نقصان .. مما أعطى القافية نوعا من الثبات , حينها ظهر ما عرف لاحقا
بالحمر و العقرب و سيبقيان بصفة نهائية كأساس لا بد منه لي وزن أو نظم
شعري حساني .
ثانيا - شكل ظهور الموسيقى دفعا جديدا لتقدم
الشعر الحساني و الرقي به الى مرحلة اكثر تقدما من سابقاتها حيث جبر
الشعراء على مرافقة النوتة الموسيقية و كل شعر لا تتوفر فيه ميزة القابلية
لمرافقة النوتة الموسيقية صبح غير مقبول و هنا برز الظهر الذي هو مجال عزف
الموسيقى مما ادى الى تشكل بحور الشعر الشعبي الحساني على غرار بحور الشعر
العربي المعروف و لكل ظهر ألحانه و نغماته الخاصة كما له شعره الخاص الذي
لا يمكن أن يغنى أو يلحن في ظهر غيره و و أضيفت " الطلعة " ذات الحمر
الثلاثة و و قننت متحركات الشعر لتصبح من واحدة إلى ثمانية .
و للإشارة لا بد من التنويه إلى أن شعر المرحلة السابقة لا زال معترف به و
قد جمعت كل بحورها في بحر وحد سمي إصطلاحا البت الكبير و قد كانت هناك
بحور كثيرة منها : الرسم و المصارع ( بفتح الميم و تشديد الصاد و تسكين
العين ) , و لعسير , و أشطان , و أزمول ,و التروس , و الواكدي ....الخ إلا
أن التطور الذي حصل في مجال الشعر الشعبي أدى في مجمله إلى تجاوز الكثير
من البحور و الاحتفاظ بما نعرفه الآن فقط و التي هي :
1 - بعمران : يبنى "القاف" في بعمران على سبعة متحركات تبدأ ب : متحرك و ساكن ثم متحرك .
2 - مريميدة : و هو بحر نظمه قريب من نظم بعمران
لأنه يبنى كذلك على سبعة متحركات لكنه يختلف عنه من حيث ترتيب المتحركات
لأنه يبدأ بمتحركين يليهما ساكن و قد يبدأ بساكن .
3 - الصغير : و الذي سبق و إن اشرنا إلى إحدى
مميزاته و هي كونه لا يقاس على شطره الأول لوحده و انهما لا بد من أخذ
الشطرين الأولين ( أي الحم و الكسرة ) بعين الاعتبار لأنه يبنى على سبعة
في الشطر الأول و خمسة في الثاني و لا ينتهي إلا بسكون و له شرط ثالث
يتمثل في انه بعد كل خمسة متحركات لا بد من سكون حتما و كما أن حرفه
الثالث لا بد أن يكون ساكنا أيضا .
4- لبير : الذي يعتبر سبكه كسبك "لبتيت "تقريبا
رغم انه ينقص عنه بمتحرك و احد حيث ان شعر بحر " لبتيت " ينظم على سبعة
متحركات و يتميز شطره الأول بما يعرف في الحسانية ب" لحراش " أما شطره
الثاني فهو مسبول (سلس) عكس الشطر الاول و هذه ميزة أخرى يمتاز بها عن
"لبتيت" و قد يتحول في بعض المواقف إلى ما يعرف " بتاطراتق " او " مماية
لبير " .
5 - لبتيت : و هو نوعان , ما يعرف ب " البتيت
الناقص " و هو الذي يكتب بستة متحركلت و " لبتيت التام " و الذي له ثماني
متحركات , عموما يعتبر " لبتيت التام " الأكثر سلاسة من بين بحور الشعر
الحساني لكثرة متحركاته و أما سبب تجزئته إلى قسمين ناقص و تام فهو لأن
الموسيقى تتعامل معه على أنه كذلك , حيث نجد اسمين مختلفين لنفس البحر و
هما "أعظال " و "بيقي" .
--------------------------------------------------------------------------------
الألعاب التقليدية
لا زالت بعض الالعاب التقليدية حاضرة في الوقت الراهن مثل السيك ( وهي
لعبة تقوم على الحساب و الحظ و تتم بين شخصين أو فريقين) و كذلك هناك لعبة
ظامة و هي شبيهة بلعبة الضامة حيث يتم خط جدول فوق الرمل و تستعمل أحجارا
و عيدانا صغيرة و تتحرك القطع تبعا للخطوط أفقيا و عموديا بشكل مائل هذا
بالنسبة للكبار و الشباب
أما العاب الاطفال القديمة فنذكر منها : كرور , و سيك السبع و لوزار و أم
الطالبات , و كبيبة و تويديت النملى , و لا بد من الاشارة الى أن ممارسة
هذه الالعاب - ألعاب الاطفال - اصبحت نادرة و مقتصرة على المناسبات
الاحتفالية إحياء للتراث الوطني .
--------------------------------------------------------------------------------
الضيافة و التحية
إكرام الضيف و حسن استقباله تقليد عربي اصيل يعكسه المجتمع الصحراوي في
حياته اليومية فنجد ربة البيت حين تحضر أحدى الوجبات تقوم بطهي أكثر من
حاجة العائلة و هذا احتمالا لوصول أي صديق أو قريب أو ضيف في اللحظات
الأخيرة , و الشاي و مراسيم إعداده هو بدوره وجها من أوجه استقبال
الصحراوي لضيفه و يضاف إلى كرم الصحراويين و جودهم , ما يميزهم من تضامن و
تآزر و القيام بصلة الرحم و عيادة المريض و مساعدة المحتاجين
التحية : مقابلة الصحراوي للأخر تتصف بالحرارة و الإطراء وتبادل التحية
فيما بينهما , الأمر الذي يسهر الجميع على إظهاره , بكثير من الاهتمام
كلما التقوا ببعضهم (لان العكس غير مستحب بل يعتبر عدم لباقة ), و تبدأ
التحية بمصافحة يدوية ثم يرد كل مصافح يده باتجاه صدره عند موضع القلب
إشارة إلى احترام الأخر , و يشرع في سيل من الأسئلة و الأجوبة المتسارعة
عن الأهل و حال الأولاد و عن الصحة و الحالة العامة , و يمر كل هذا بتسارع
حتى أن السؤال أحيانا يرد عليه الأخر بسؤال مشابه , ذلك أن طريقة ترتيب
هذه الأسئلة و الأجوبة تختلف من شخص لأخر , فلكل شخص طريقته التي حفظها
نتيجة الرتابة إلا في بعض التفاصيل المتعلقة بشخص ما فيكون الرد حسب
الاستفهام و تتوالى عبارات مثل ( لا بأس , بخير , على خير ) و لا تخلو
عبارات التحية من تقطيع مستمر بعبارات مثل ( الحمد الله , ما شاء الله ,
نحمد الله , في نعمة الله ) و لطالما اثارة هذه الطريقة انتباه غير
الصحراويين .
--------------------------------------------------------------------------------
جانب مواد أخرى من أهم وسائط التبادل التجاري، التي كانت تحكم العلاقة بين
الصحراء والسودان. وقد شكلت (البيصة) أي وحدة القماش و (لبنيكة) وهي وحدة
من نسيج السودان .أساسا لتبادل يتم مع الذهب والملح والودع و صغار
المواشي. والبيصة نوعان. نوع خشن وليس بالجيد، ونوع جيد يسمى (بالميلس)
كما أن جالب الملح من السودان يأتي بالقماش المعروف بالاكحال ويسمونه
لنصاص. واردية أخرى يسمونها دماس. ولقد شكلت الأقمشة ولا سيما النيلة، حسب
الفرنسيين أوراق الصحراء المغربية النقدية.
وبناء على هذه القيمة المادية، أصبح الخنط يقايض ببضائع متنوعة فقد تحدث
أحد الرحالة الأوربيون، عن أن القماش الريني كان يقايض بالصمغ العربي،
وكانت قطعتا القماش الفيني الأزرق المستورد من وادي نون ، تقايضان بكيلو
غرام واحد من ريش النعام. أما ثمن قطعة القماش بمائة قالب من الدهن يتراوح
القالب ما بين 1 و 12 لتر حسب المناطق.وللإشارة فإن المنطقة تزود بالخنط
عبر محطتين، وادي نون وسان لوي.
وقد اعتبر الثوب من آليات التثاقف السلمي، بين (العجام) مجموعة الطوارق
وحسان. وثمرة من ثمرات الحراك الثقافي بين لصحراء والسودان الغربي. فماذا
يصنع بهذا الخنط المجلوب؟
. الملحفة :
تشكل الملاحف معرضا فنيا متنقلا، يؤثت فضاء الأقاليم الجنوبية المغربية
كزي تقليدي نسائي، يجمع بين جمالية الشكل وتناسق الألوان. ويجسد مظهرا من
مظاهر التراث المغربي الأصيل الغني والمتنوع. وكما تعتبر الملاحيف الزي
الرسمي والمفضل لدى المرأة الصحراوية، حيث تشكل جزء من هويتها وانتمائها
إلى بيئة مغربية، تحمل في طياتها قيم المجتمع البدوي التقليدي المحافظ
.والذي يفرض على المرأة أن تكون محتشمة احتراما لمبادئ الدين الإسلامي
الحنيف. و الميزة التي تميز هذا اللباس النسوي وحدة التفصيل بحيث أنه لا
يحتاج إلى خياطة، وإنما فقط عقدتين من الأعلى لتأمين دائرتين يطلق عليهما
"خلالين" يمكنان المرأة من إخراج رأسها ويدها وإحاطته بجزء من الثوب ولف
جسمها بالباقي.
ولقد تميزت الملاحيف قديما بالتنوع، سواء من حيث طبيعة الثوب (الخنط)،
أومن حيث التسميات المرتبطة بها. ومن بين أهم وأقدم الملاحيف لدى النساء
الصحراويات، نذكر: ساغمبوا، صافانا، واخ النعامة، كاز. والتي تسمى أيضا
بلمان الغنية بمادة النيلة، وهي الأكثر إستعمالا ثم النحيف... دوماس،
دالاس، كوكا، لمبيرد، توبيت رش تيدكت، لمكيمش، السنتور، ثم أخيرا وليس
آخرا ملاحيف النيلة. المصبغة بمادة النيلة، وهي مادة زرقاء داكنة أقرب إلى
السواد، تستعمل لغايات كثيرة منها مقاومة أشعة الشمس الحارة. وحماية الجلد
من بعض الإصابات الناتجة عن ذلك. فضلا عن كون استعمال هذه المادة "النيلة"
والغسيل بعدها، يضفي على البشرة طابعا أنيقا وجماليا حيث تساهم في صفاء
البشرة، ونعومتها والمحافظة على لونها، فهي بذلك تؤدي الدورين معا
"الجمالي والنفعي. كما تجدر الإشارة إلى أن الملحفة قد مرت خصوصا في
صباغتها بمراحل كثيرة، خصوصا على مستوى التقنية. أي تقنية الصر التي كانت
الأكثر استعمالا وربما هذه التقنية كان لها ارتباطا وثيقا بتقنية تشكيلية
هي تقنية الباتيك، وهي عملية تجميع وتجعيد وتشميع القماش ووضعه داخل
الصباعة (بكيفية التغميس) بشكل عفوي، وبعد القيام بفتحها تظهر الألوان
متشابكة ومتجانسة، بشكل عفوي ولكن للعفوية ايضا ما يبررها، وما يؤكد على
أهميتها الجمالية والتقنية.
ما على مستوى الألوان المستعملة، فيمكن تقسيمها إلى نوعين، فهناك ألوانا
خاصة بفئة الشابات، غالبا ما تكون زاهية وفاتحة أو إشراقية بكل درجاتها
الضوئية، وهناك ألوان أخرى ترتبط بفئة المسنات غالبا بحيث يفضلن الألوان
الداكنة والقاتمة. وفي ذلك إحاءات وذلالات كثيرة ومتعددة ومن هنا تبرز
ملاحظة مهمة مفادها تمسك النساء المسنات باللون الاسود، وارتداء الشابات
الصغيرات الألوان الفاتحةوالإشراقية.
ويعود السبب في هذه الامتيازات إلى الدلالة العميقة للون. لأنه يعتقد أن
اللون من المنظور الذي نتحدث عنه يمثل رمزا يؤكد على انتماء طبقي معين،
وهوية معينة. لدرجة يكون فيها من غير اللائق على المرأة المسنة أن ترتدي
ملحفة مزركشة الألوان، بقدر ما ترتدي الأسود والرمادي والأبيض. ونظن أن
هذا الميل إلى هذه الألوان القاتمة، يرتبط أساسا بالانتماء العمري، وكذلك
بالانتماء الاجتماعي. ويمكن القول أيضا بأن ارتباطهم بهذه الألوان
القاتمة، هو دلالة على أن الجيل القديم يفضل البساطة في العيش.
كما تجدر الإشارة إلى أن كل نوع من أنواع الملاحيف له طبقة اجتماعية،
فمثلا نجد ملاحيف الشرك، والإنصاف النبيلة، ولكحال. وهي ملاحيف كثيرة
الصباغة شديدة السواد، غالبا ما تكون عند سيدات القبيلة نظرا لندرتها
وارتفاع ثمنها.
وهناك ملحفة النعامة، سميت بهذا الإسم لوجود رسومات النعامة بها، وهي شديدة السواد، يلتصق سوادها بالبشرة ويلبسها عموم النساء.
كما تجدر الإشارة إلى أن المرأة الصحراوية، كانت تفرض على بناتها ارتداء
الملحفة، نظرا لزواجهن في سن مبكرة. حيث كان يتم تقسيم الملحفة إلى نصفين،
والتي كانت يتراوح طولها ما بين 5 و 10 أمتار، ترتدي إحداهما الفتاة التي
كانت تفرض عليها مزاولة بعض الأعمال اليومية كالرعي والسقي وجمع الحطب
ومراقبة الخيمة. وكانت الفتيات تتأقلمن مع هذه الملاحيف، بالتدريج لدرجة
أنهن يعتبرن عدم ارتدائها عيب وعار.
2. الذراعة :الذراعة هي قطعة من الثوب الناعم من
عشرة أمتار، وقد تزيد قليلا أو تنقص حسب طول الشخص أو قصره، وتصنع من
الأكثر اثواب شيوعا، وهو المسمى "بزان" وهناك نوع آخر يسمى "بلمان" قليل
التداول. دولون أسود وهناك أيضا "الشكة" وهو ثوب خفيف بدون زخارف.
وشكل الذراعة فضفاض غير مخاط الجانبين الاماكان من شد الطرف الأمامي إلى
الخلف من كلا الجانبين، وتبقى مفتوحة اليدين متسعة بقدر طول الذراعة.
ويكون لها جيب دائري تقريبا، به زركشة مختلفة مستمدة أساسا من الزخرفة
النباتية التي باتت تميز الفن الإسلامي (الأرابيسك، التوريق...).
أما الحضور اللوني في الذراعة فإن الألوان المحببة لدى الإنسان الصحراوين
هي بصفة عامة اللون الأبيض واللون الأزرق، فضلا عن اللون الأسود، رغم
ندرته وهذا الأخير يصنع من ثوب "بلمان" ويسمى ذراعة "بلمان" وهي نوع نادر
من الذراريع، في المناطق الصحراوية الجنوبية. وقد لا يمتلكها سوى اشخاص
ميسوري الحال في بعض الأحيان، إضافة إلى ذلك هناك ذراعةالجهتين أي لها
لونين مختلفين لكل جهة، وتلبس من الجهتين وتسمى كذلك ذراعة "باخة" نسبة
إلى نوع الثوب الذي تخاط منه. وهناك ايضا ذراعة "الشكة" وهي ذراعة رقيقة
تلبس كثيرا إذا كان الجو حارا. ويمكن أن تمارس بها الأعمال اليومية بشكل
عادي.
وجدير بالذكرأن أنواع الدراريع التي ذكرت سالفا، هي مرتبطة أكثر بوظائف
نفعية، فمثلا ذراعة بلمان وذراعة جهتين، تخاط باليد لا يرتديها سوى أسياد
القبيلة، ويتم ارتداءها خصوصا في المناسبات الكبيرة والأفراح كالأعراس. اي
ارتداءها له ارتباط بلحظات زمنية معينة. في حين أن الإنسان الصحراوي عند
ممارسته الأعمال اليومية من رعي وحلب وعقل الإبل، أو جلبها، فإنه لا يرتدي
الا الذراريع العادية المخصصة للعمل اليومي، وأخرى قديمة.
والملاحظ أن الذراعة دائما تكون مفتوحة من جهتين. ويعتقد أن ظهورها بهذا
الشكل راجع لاعتبارات صحية، أو مرتبطة بفكرة مقاومة حرارة الشمس. وقد يعزى
هذا الأمر أيضا إلى تعدد استعمال الذراعة بشكل دائم في الأعمال اليومية،
فلهذه الغاية ولغايات أخرى، ظهرت الذراعة بهذا الشكل.
بل هناك من يرى بأن انفتاح الذراعة من جهتين، مرتبط أساسا بالحرية، اي أن
الإنسان الصحراوي الذي يرتدي الذراعة، يرفض قيود اللباس العصري. فهو
يستطيع أن يتحرك داخلها بحرية، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بالذراعة، بل حتى
بالفضاء الذي يعيش فيه هذا الإنسان البدوي. فهو حين يخرج صباحا من خيمته،
يلاحظ فضاءا فسيحا يشعر بامتلاكه على عكس إنسان المدينة. ويلبس تحت
الذراعة سروالا فضفاض، وهو من سبعة أمتار تقريبا، يتدلى حزامه إلى أن
يلامس الأرض ويسمى هذا الحزام "لكشاط" يصنع من الجلد الناعم، به حلقة
حديدية تسمى "الحلكة". ويضع على الرأس اللثام الأسود الذي به يتميز
الصحراويين عن غيرهم.
+
الثقافة الصحراوية
--------------------------------------------------------------------------------
تعتبر ثقافة الصحراوين بالدرجة الأولى ثقافة عربية إسلامية افريقية لكنها
تتميز بعدة ميزات تخصها دون الثقافات المجاورة و خصوصا في الشمال و الشرق
فهي ثقافة بيظان و يشترك معهم الموريتانيين في اغلب ميزاتها .
--------------------------------------------------------------------------------
ثقافة البيظان :
مجتمع البيظان هو ذلك المجتمع العربي المسلم الافريقي المتميز عن جيرانه
شمالا و جنوبا و يعتز بهويته الذاتية و له لهجته و عاداته و لباسه و
علاقاته الاسرية و الاجتماعية الخاصة و مثال على ذلك : في الملبس نجد
الدراعة الزرقاء او البيضاء و اللثام الاسود للرجل و الملحفة للمرأة و هذا
سوء في البدو او الحضر و الكل يتكلم باللهجة الحسانية اما من حيث العلاقات
الاسرة فالرجل لا يضرب زوجته مثلا ( لأن ذلك عيب و مناف لأخلاق المجتمع )
و المرأة المطلقة تتزوج متى شاءت لأن الطلاق لا ينقص من مكانتها او مكانة
اهلها و تظل معززة مكرمة سواء عند اهلها او في بيت زوجها تستقبل الضيوف و
تكرم من شاءت و ذلك شرف لها , و لا ادل على ذلك من ان اهم شرط في الزواج
هو " لاسابقة و لا لاحقة " .
و للاحترام معنيين افقي و عمودي , فهو افقي في القبيلة و العشيرة و
المجتمع حيث الصغير يجل الكبير و يقدره و يحترمه ( لا ينظر في عينيه
مباشرة و لا يرفع صوته و لا يدخن امامه مثلا ....) وعمودي في العائلة و
الاسرة الواحدة حيث لكل قدره الذي لا يتجاوزه و هو محترم من غيره ...
--------------------------------------------------------------------------------
الزواج و لسم
الزواج : كان يتميز قديما بميول كبيرة نحو ( الزواج من الأقارب ) بدافع
التقارب و التضامن الأسري المغلق , حيث أن المفضلة كانت بنت العم و لو أن
القران مع امرأة سواها لم يكن أمرا محظورا أو معابا , و مع الزمن تغيرت
الكثير من العادات القديمة في الخطوبة و الزواج , فبدل الزيجات التي كان
يتم الاتفاق بصددها بين عائلتي الخطيبين , أصبح الأمر يبنى على رغبة هذين
الأخيرين في تحقيق الاتحاد بينهما كزوجين ,
أما بخصوص إتمام العقد , فيتم طبقا لنصوص الشريعة الإسلامية بحضور أولياء
الأمر و القاضي و شاهدي عدل و الوكيلين ( و كيل الزوج و وكيل الزوجة ) , و
من أهم الشروط التي ينبني عليها العقد هو أن " لا سابقة و لا لاحقة "( و
ذلك لمنع تعدد الزوجات ) , و المقصود هو أن زواج الرجل من المراة المعنية
يلغي كل زواج سابق له كما أن أي زواج لاحق له يعني طلاقها منه بصفة آلية .
ولا يحضر المعنيان لجلسة إتمام العقد , إلا أن القاضي يقوم شخصيا أو من
خلال شاهدي العدل بالتأكد من رغبتهما في هذا الزواج , و ذلك بعد مقابلة كل
منهما على حدا , و الحصول على توقيعه الشخصي على وثيقة قبول الزواج , و
هذا الإجراء ( التوقيع الشخصي ) من مستحدثات الثورة بقصد تجنب الزاج
بالإكراه .
حفل الزفاف : ينطلق رسما بعد إتمام العقد و قراءة فاتحة الكتاب, حيث تطلق
النساء العنان لزغاريدهن التي تكسر ( صمت الليل الصحراوي ) و جرت العادة
أن تتم كل العقود في الليل .
و يكون لون ملحفـة العروس اسود وابيض و تتزين و تخضب يداها بالحناء و
تتحلى بما تملك من حلي تقليدية ( في لغالب هي من الفضة و الأحجار الكريمة
)و عصرية , أما العريس فيرتدي دراعة بيضاء أو زرقاء و سروال تقليدي له
حزام جلدي شد على جيده و تدلى طرفاه حتى الكعبين , بخلاف السروال الذي
تبقى أطرافه في حدود الركبتين , كما يطوق جيده بلثام اسود نيلي و ربما
تركه يتدلى بإهمال مقصود من فوق كتفه , يحيط به الأصدقاء و الأقارب لتم
زفافه هو أولا إلى الخيمة المخصصة للحفل , و قبل الدخول تتولى إحدى النسوة
قيادته ليلف بالخيمة من الخارج ثم يدخل و يجلس في الزاوية الشمالية
الغربية صامتا لا يتكلم , تاركا كما جرت العادة مكانا يساره للعروس
لتتبوأه حين مجيئها , و يستمر الغناء و الرقص حتى ساعة متأخرة من الليل
وهو الوقت الذي تزف فيه العروس وسط موكب من الزغاريد و الأهازيج يسمى "
الترواح " و عند باب خيمة العرس تدور معركة حامية الوطيس بين فريقي العريس
و العروس و يحاول فريق العريس إدخالها إلى لخيمة لتلحق بالعريس بينما
يحاول الفريق الأخر منعها من ذلك ..
--------------------------------------------------------------------------------
لســـم
يعد من المناسبات الأهم في المجتمع الصحراوي فبعد سبعة أيام من مجيء
المولود الجديد ( ذكر كان أم أنثى ) تنظم الأسرة حفل العقيقية و ذلك
لتسميته , و يختارون سبعة أسماء عادة ما تكون أسماء الأعمام و الأخوال أو
الجدود أو أسماء أولياء الله أو شخصيات اجتماعية , ومن بين الأسماء السبعة
يتم اختار واحد عن طريق القرعة , إذ تقوم النسوة باختيار سبعة عيدان خضر (
طرية ) و كل عود يحددون له اسما يرمز إليه ثم يناولون العيدان للام التي
لم تكن حاضرة أثناء التعيين فتختار إحداها و يتم ذلك ثلاث مرات و العود
الذي أخذته الأم في الجولة الثالثة هو الذي يحمل المولود الجديد الاسم
الذي كان يرمز إليه .
---------------------
اللباس و الأكل
يلبس الرجل الصحراوي الدراعة و هي لباس فضفاض له فتحتان واسعتان على
الجانبين خيط من أسفل طرفيه و له جيب على الصدر و الدراعة عادتا ما تكون
بيضاء أو زرقاء اللون و لها سروال خاص بها إضافة إلى الرداء الأسود (
اللثام الأكحل يسمى محليا ).
و تلبس النسوة الملحفة كذلك ثوب فضفاض و هي عبارة عن قطعتي قماش جمعتا
طولا بالخياطة طولها حوالي أربعة أمتار و ألوانها كثيرة و متعددة , في
الماضي كانت الملاحف السود هي الشائعة لكنها اليوم تجاوزت اللون الواحد
لدرجة انه أصبح من غير الممكن تحديد لون بعينه .
الوجبة الرسمية في الافراح هي دواز بمرق اللحم , يشارك الصحراويين بعضهم في الاكل في نفس الاناء و هذا كرمز على التلاحم القوي بينهم
--------------------------------------------------------------------------------
الموسيقى و الرقص
تتميز الموسيقى الصحراوية بكونها مزيج بين الموسيقى العربية و الإفريقية و
تظهر بصمات هذه الأخير جلية في الإيقاع ويتم الرقص على إيقاع طبل خشبي على
شكل قدح ضخم تم تمديد قطعة جلدية فوق فوهته و ربطت بإحكام و يرقص
الصحراويين على رمال الصحراء لكن النساء هن اللواتي يقمن بالحركات
التعبيرية , و يؤدينها ببراعة اكبر وهي تعابير مرتبطة ربما بكون المرأة
تقليديا هي صاحبة الطبل الاولى وبالتاي ذات حس ايقاعي رهيف , و ربما كانت
هذه العلامة هي التي اضفت على الراقصة الصحراوية ميزة تتمثل في اهمية
الاصابع و حركاتها بالاضافة الى الحركات الاكثر نعومة و رقة و اسلوبية حيث
الايدي المخضبة بو البنان المسودة بالحناء هي التي تقوم برسم الايقاعات في
الفراغ , و للراقصة الصحراوية خاصية تعبيرية خارقة , فالمراة الصحراوية
راقصة بارعة ظلت ترقص و في كل الظروف ,
وفي المناسبات الوطنية و الحفلات العائلية كحفلات الزفاف .....الخ.
--------------------------------------------------------------------------------
الشعر الشعبي الحساني
يتميز الشعر الشعبي الصحراوي و الذي هو جزء من الشعر الحساني عامة بعدة
بحور تقاس بالمتحركات و تختص بعضها عن بعض باضطراب العوامل أي النصب و
الخفض و الرفع و السكون , و من بين هذه البحور من لا يعمل به الآن .
أغراض الشعر الشعبي الحساني فقد نذكر من أبرزها
الغزل و النسيب و الموعظة و الرثاء و الحماسة و الحكم و الألغاز و المديح
و الذم ( الهجاء ) و الرقصر الذي يسمى باللهجة العامية " القطاع " و
التأريخ و المفاخرة و يعتبر و عاء تاريخيا لمجتمع لم يعتمد التدوين في حفظ
تاريخه .
1 - ما يعتبر جائزا و هو الذي يتميز بالتمام أي
لا زيادة و لا نقصان في أوزانه : التضمين , اللزوم , الجناس و الملخ ,
الانفاق , مرد ليد أي اللف المرتب و كذا اللف المعكوس و و التنوين .
2 - المكروه في الشعر الحساني : الزي ( بتفخيم
حرف الزاي) , و كذا دخول كلمات من غير اللهجة الحسانية لا سيما الفصحى لأن
ذلك يعتبره الشعراء ضعفا يحسب على الشاعر كما ان ذلك النوع من الخلط في
الشعر يظل غير محبوب لدى العامة .
3 - الحرام أو الممنوع في الشعر الحساني :
"أضلاع " و يقصد به عدم توافق أشطر البيت الشعري سواء من حيث كلمات الشطر
الواحد الذي يسمى " تافلويت " أو متحرك , أو زيادة " تافلويت " أو نقصانها
, أو تتجاوز القافية أحمر أو عقرب أو تنقص عن ذلك فتصبح و ترا و هو ما
يعرف بأسم " لعوار " أو " العور" و ضياع المعنى .
4 - الواجب : و هو ما يعرف في الشعر الحساني
بأحترام القافية أو القافيتين وأن يكون " القاف" ( البيت الشعري ) او
"الطلعة "( القصيدة ) او " الصبة " ( قصيدة بدون حمر ) حائزا على شروط ذلك
, و لا يقبل فيه الوتر أي و جود الشطر الواحد المفرد .
5 - المندوب : و هو أن تكون "الطلعة "( القصيدة
) لها "قاف" (بيت شعري) مرتبط بها من حيث التركيب و المعنى سواء كان في
مطلعها و تعطف عليه أو جاء في النهاية لتكسر عليه , كما يجب التنوية الى
أفضلية كتابة الشعر الحساني بكلمات اللهجة العامية على الفصحى كوقياس
جمالي في نظم هذا النوع من الشعر .
أما بحوره و أوزانه فقد مرت بمرحلتين هامتين هما :
أولا - ما قبل الموسيقى و هي المرحلة التي كان
فيها الشعر نوع من النثر المميز تقريبا , حيث كانت الأبيات لا تقاس على
بعضها و لا توجد فيه " الطلعة " و إن و جدت فهي على غير قافية واحدة قد
يكون لها قافيتان أو ثلاثة أو أربعة , و كانت أوزان " القاف الواحد" (
البيت الشعري) تنظم على أساس الشكل أي الفتح و الضم و الكسر و السكون ,
دون الاهتمام بالحرف و ظل هكذا مدة طويلة حتى بدأ بروز معالم مرحلة أخرى
في الظهور حيث تطور الشعر في تلك لمرحلة و أستطاع الشعراء حصر الوزن على
المتحركين المتناغمين مع الموسيقى و قد نتجت عن ذلك ميزة أخرى مهمة تمثلت
في إعطاء أولوية لتساوي الأبيات و قياس بعضها على البعض دون زيادة أو
نقصان .. مما أعطى القافية نوعا من الثبات , حينها ظهر ما عرف لاحقا
بالحمر و العقرب و سيبقيان بصفة نهائية كأساس لا بد منه لي وزن أو نظم
شعري حساني .
ثانيا - شكل ظهور الموسيقى دفعا جديدا لتقدم
الشعر الحساني و الرقي به الى مرحلة اكثر تقدما من سابقاتها حيث جبر
الشعراء على مرافقة النوتة الموسيقية و كل شعر لا تتوفر فيه ميزة القابلية
لمرافقة النوتة الموسيقية صبح غير مقبول و هنا برز الظهر الذي هو مجال عزف
الموسيقى مما ادى الى تشكل بحور الشعر الشعبي الحساني على غرار بحور الشعر
العربي المعروف و لكل ظهر ألحانه و نغماته الخاصة كما له شعره الخاص الذي
لا يمكن أن يغنى أو يلحن في ظهر غيره و و أضيفت " الطلعة " ذات الحمر
الثلاثة و و قننت متحركات الشعر لتصبح من واحدة إلى ثمانية .
و للإشارة لا بد من التنويه إلى أن شعر المرحلة السابقة لا زال معترف به و
قد جمعت كل بحورها في بحر وحد سمي إصطلاحا البت الكبير و قد كانت هناك
بحور كثيرة منها : الرسم و المصارع ( بفتح الميم و تشديد الصاد و تسكين
العين ) , و لعسير , و أشطان , و أزمول ,و التروس , و الواكدي ....الخ إلا
أن التطور الذي حصل في مجال الشعر الشعبي أدى في مجمله إلى تجاوز الكثير
من البحور و الاحتفاظ بما نعرفه الآن فقط و التي هي :
1 - بعمران : يبنى "القاف" في بعمران على سبعة متحركات تبدأ ب : متحرك و ساكن ثم متحرك .
2 - مريميدة : و هو بحر نظمه قريب من نظم بعمران
لأنه يبنى كذلك على سبعة متحركات لكنه يختلف عنه من حيث ترتيب المتحركات
لأنه يبدأ بمتحركين يليهما ساكن و قد يبدأ بساكن .
3 - الصغير : و الذي سبق و إن اشرنا إلى إحدى
مميزاته و هي كونه لا يقاس على شطره الأول لوحده و انهما لا بد من أخذ
الشطرين الأولين ( أي الحم و الكسرة ) بعين الاعتبار لأنه يبنى على سبعة
في الشطر الأول و خمسة في الثاني و لا ينتهي إلا بسكون و له شرط ثالث
يتمثل في انه بعد كل خمسة متحركات لا بد من سكون حتما و كما أن حرفه
الثالث لا بد أن يكون ساكنا أيضا .
4- لبير : الذي يعتبر سبكه كسبك "لبتيت "تقريبا
رغم انه ينقص عنه بمتحرك و احد حيث ان شعر بحر " لبتيت " ينظم على سبعة
متحركات و يتميز شطره الأول بما يعرف في الحسانية ب" لحراش " أما شطره
الثاني فهو مسبول (سلس) عكس الشطر الاول و هذه ميزة أخرى يمتاز بها عن
"لبتيت" و قد يتحول في بعض المواقف إلى ما يعرف " بتاطراتق " او " مماية
لبير " .
5 - لبتيت : و هو نوعان , ما يعرف ب " البتيت
الناقص " و هو الذي يكتب بستة متحركلت و " لبتيت التام " و الذي له ثماني
متحركات , عموما يعتبر " لبتيت التام " الأكثر سلاسة من بين بحور الشعر
الحساني لكثرة متحركاته و أما سبب تجزئته إلى قسمين ناقص و تام فهو لأن
الموسيقى تتعامل معه على أنه كذلك , حيث نجد اسمين مختلفين لنفس البحر و
هما "أعظال " و "بيقي" .
--------------------------------------------------------------------------------
الألعاب التقليدية
لا زالت بعض الالعاب التقليدية حاضرة في الوقت الراهن مثل السيك ( وهي
لعبة تقوم على الحساب و الحظ و تتم بين شخصين أو فريقين) و كذلك هناك لعبة
ظامة و هي شبيهة بلعبة الضامة حيث يتم خط جدول فوق الرمل و تستعمل أحجارا
و عيدانا صغيرة و تتحرك القطع تبعا للخطوط أفقيا و عموديا بشكل مائل هذا
بالنسبة للكبار و الشباب
أما العاب الاطفال القديمة فنذكر منها : كرور , و سيك السبع و لوزار و أم
الطالبات , و كبيبة و تويديت النملى , و لا بد من الاشارة الى أن ممارسة
هذه الالعاب - ألعاب الاطفال - اصبحت نادرة و مقتصرة على المناسبات
الاحتفالية إحياء للتراث الوطني .
--------------------------------------------------------------------------------
الضيافة و التحية
إكرام الضيف و حسن استقباله تقليد عربي اصيل يعكسه المجتمع الصحراوي في
حياته اليومية فنجد ربة البيت حين تحضر أحدى الوجبات تقوم بطهي أكثر من
حاجة العائلة و هذا احتمالا لوصول أي صديق أو قريب أو ضيف في اللحظات
الأخيرة , و الشاي و مراسيم إعداده هو بدوره وجها من أوجه استقبال
الصحراوي لضيفه و يضاف إلى كرم الصحراويين و جودهم , ما يميزهم من تضامن و
تآزر و القيام بصلة الرحم و عيادة المريض و مساعدة المحتاجين
التحية : مقابلة الصحراوي للأخر تتصف بالحرارة و الإطراء وتبادل التحية
فيما بينهما , الأمر الذي يسهر الجميع على إظهاره , بكثير من الاهتمام
كلما التقوا ببعضهم (لان العكس غير مستحب بل يعتبر عدم لباقة ), و تبدأ
التحية بمصافحة يدوية ثم يرد كل مصافح يده باتجاه صدره عند موضع القلب
إشارة إلى احترام الأخر , و يشرع في سيل من الأسئلة و الأجوبة المتسارعة
عن الأهل و حال الأولاد و عن الصحة و الحالة العامة , و يمر كل هذا بتسارع
حتى أن السؤال أحيانا يرد عليه الأخر بسؤال مشابه , ذلك أن طريقة ترتيب
هذه الأسئلة و الأجوبة تختلف من شخص لأخر , فلكل شخص طريقته التي حفظها
نتيجة الرتابة إلا في بعض التفاصيل المتعلقة بشخص ما فيكون الرد حسب
الاستفهام و تتوالى عبارات مثل ( لا بأس , بخير , على خير ) و لا تخلو
عبارات التحية من تقطيع مستمر بعبارات مثل ( الحمد الله , ما شاء الله ,
نحمد الله , في نعمة الله ) و لطالما اثارة هذه الطريقة انتباه غير
الصحراويين .
--------------------------------------------------------------------------------